عيون الاخبار (صفحة 978)

اعتذر رجل إلى أبي عبيد الله الكاتب فقال: ما رأيت عذرا أشبه باستئناف ذنب من عذرك.

وكان يقال: أعجل الذنوب عقوبة العذر، واليمين الفاجرة، وردّ التائب وهو يسأل العفو خائبا.

وقال مطرّف «1» : المعاذر مكاذب «2» .

اعتذر رجل إلى إبراهيم «3» فقال له: قد عذرتك غير معتذر، إن المعاذير يشوبها الكذب.

ويقال. ما اعتذر مذنب إلا ازداد ذنبا.

وقال الشاعر: [مجزوء الكامل المرفّل]

لا ترج رجعة مذنب ... خلط احتجاجا باعتذار

اعتذر رجل إلى سلم بن قتيبة «4» ، فقبل منه وقال: لا يدعونّك أمر تخلّصت منه إلى أمر لعلك لا تتخلص منه.

وقال الشاعر: [طويل]

فلا تعذراني في الإساءة إنّه ... شرار الرجال من يسيء فيعذر

وقال ابن الطّثرية: [طويل]

هبيني امرأ إمّا بريئا ظلمته ... وإما مسيئا تاب بعد وأعتبا «5»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015