عيون الاخبار (صفحة 952)

وحثّني أبو حمزة الأنصاريّ قال: حدّثنا العتبيّ قال: قالت أعرابية لابنها: يا بنيّ، إياك وصحبة من مودّته بشره فإنه بمنزلة الريح.

وكان يقال: الإخوان ثلاثة؛ أخ يخلص لك ودّه، ويبلغ في محبتك جهده. وأخ ذونيّة يقتصر بك على حسن نيّته، دون رفده ومعونته. وأخ يلهوق لك لسانه «1» ، ويتشاغل عنك بشأنه، ويوسعك من كذبه وأيمانه.

وقال المثقبّ العبدي «2» : [الوافر]

فإمّا أن تكون أخي بصدق ... فأعرف منك غثّى من ثميني «3»

وإلّا فاجتنبني واتّخذني ... عدوّا أتّقيك وتتّقيني

وقال أوس بن حجر: [الطويل]

وليس أخوك الدائم العهد بالذي ... يسوءك إن ولّى ويرضيك مقبلا

ولكنّ أخوك النائيّ ما دمت آمنا ... وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا «4»

وقال آخر: [الطويل]

لعمرك ما ودّ اللسان بنافع ... إذا لم يكن أصل المودّة في القلب

وقال أبو حارثة المدييّ: ليس لمملول صديق، ولا لحسود غنّى، والنظر في العواقب تلقيح العقول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015