وقال الحاكم: إجتمعت الأمة على أنه كذّاب، وقال الحافظ الذهبي: ما علمت أحدا اتّهم القتيبي في نقله مع أن الخطيب قد وثّقه، وما أعلم الأمة أجمعت إلّا على كذب الدجّال ومسيلمة «1» . وقال ابن العماد: قال الذهبي في المغني: عبد الله بن قتيبة رجل صدوق، وقال الحاكم: أجمعت الأمة على أن القتيبي كذّاب، قلت هذا بغي وتخرص، بل قال الخطيب هو ثقة «2» .
ولقد عاصر ابن قتيبة الجاحظ، إلّا أنه كان على خلاف معه؛ فالجاحظ معتزليّ من المتكلّمين، وهو من أهل السنّة كما يقول ابن تيميّة «3» . سكن بغداد ودرس فيها علم الحديث دراسة واسعة على يد أساتيذ كبار، كان أوّلهم أبو يعقوب إسحاق بن أبي الحسن إبراهيم بن مخلد بن تميم بن مرة الحنظلي المروزيّ المعروف بابن راهويه. جمع هذا بين الحديث والفقه والورع وكان أحد أئمة الإسلام. عدّه البيهقي في أصحاب الشافعي، وقال أحمد بن حنبل:
إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين. وقال إسحاق عن نفسه: أحفظ سبعين ألف حديث وأذاكر بمئة ألف حديث، وما سمعت شيئا قط إلّا حفظته. له مسند مشهور. وكانت ولادته سنة 161 هـ، وقيل: سنة 163 هـ، وقيل: سنة 166 هـ. رحل إلى الحجاز والعراق واليمن والشام، وسمع من سفيان بن عيينة ومن في طبقته، وسمع منه البخاري ومسلم والترمذي. سكن في آخر