البوائق «1» ، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق؛ وإن حاول حويلا آمرك «2» ، وإن تنازعتما منفسا «3» آثرك.
قال محمد بن كعب القرظيّ لعمر بن عبد العزيز: إنّ فيك عقلا وإنّ فيك جهلا، فداو بعض ما فيك ببعض، وآخ من الإخوان من كان ذا معلاة «4» في الدّين ونيّة في الحقّ، ولا تؤاخ منهم من تكون منزلتك عنده على قدر حاجته إليك، فإذا قضى حاجته منك ذهب ما بينك وبينه. وإذا غرست غراسا من المعروف فلا تبقين «5» أن تحسن تربيته.
وقال الأحنف بن قيس «6» : خير الإخوان من إن استغنيت عنه لم يزدك في المودّة، وإن احتجت إليه لم ينقصك منها، وإن عثرت عضدك، وإن احتجت إلى مؤونته رفدك. وقال الشاعر: [من الرجز]
إنّ أخاك الصّدق من لن يدعك ... ومن يضرّ نفسه لينفعك
ومن إذا ريب زمان صدعك «7» ... شتّت شمل نفسه ليجمعك
وإن رآك ظالما سعى معك