وقيل لرجل من الحكماء: مالك تدمن إمساك العصا ولست بكبير ولا مريض؟ فقال: لأذكر أني مسافر؛ قال الشاعر: [طويل]
حملت العصالا الضعف أوجب حملها ... عليّ ولا أني تحنّيت من كبر
ولكنّني ألزمت نفسي حملها ... لأعلمها أنّ المقيم على سفر
ومرّ شيخ من العرب بغلام فقال له الغلام: أحصدت «1» يا عمّاه فقال: يا بنيّ، وتختضرون «2» .
قال الحسن في موعظة له: يا معشر الشيوخ، الزرع إذا بلغ ما يصنع به؟
قالوا: يحصد قال: يا معشر الشباب، كم من زرع لم يبلغ أدركته آفة، قال الشاعر: [كامل]
الدّهر أبلاني وما أبليته ... والدّهر غيّرني وما يتغيّر
والدّهر قيّدني بخيط مبرم ... فمشيت فيه وكلّ يوم يقصر
وقال عمارة «3» بن عقيل: [طويل]
وأدركت ملء الأرض ناسا فأصبحوا ... كأهل الدّيار قوّضوا فتحمّلوا
وما نحن إلا رفقة قد ترحّلت ... وأخرى تقضّي حاجها وترحّل «4»
ذكر أعرابيّ الشّيب فقال: والله لقد كنت أنكر الشعرة البيضاء فقد صرت أنكر السوداء، فيا خير بدل ويا شرّ مبدول. وقال بعض الشعراء: [خفيف]