عيون الاخبار (صفحة 795)

وصار عميد القوم من بعد نعمة ... إلى جذث تبنى عليه جنادله

فلم يبق إلا رسمه وحديثه ... تبكيّ عليه معولات حلائله

فاستيقظ مرعوبا ثم نام فأتاه لآتي فقال: [طويل]

أبا جعفر، حانت وفاتك وانقضت ... سنوك وأمر الله لا بدّ واقع

فهل كاهن أعددته أو منجّم ... أبا جعفر عنك المنية دافع

فقال: يا ربيع، ائتني بطهوري، فقام واغتسل وصلّى ولبّى وتجهّز للحجّ، فلما صار في الثلث الأوّل اشتدّت علّته، فجعل يقول: يا ربيع، ألقني في حرم الله، فمات ببئر ميمون «1» .

حدّثني محمد بن داود عن سعيد بن نصير عن العباس بن طالب قال:

قال الربيع بن بزّة: كنت بالشام فسمعت رجلا وهو في الموت يقال له: قل لا إله إلا الله، فقال: اشرب واسقني. ورأيت رجلا بالأهواز قيل له: قل لا إله إلا الله، فقال: ده يا دده، وده دوازده «2» . وقيل لرجل بالبصرة: قل لا إله إلا الله؛ قال: [بسيط]

يا ربّ قائلة يوما وقد لغبت ... كيف الطريق إلى حمّام منجاب «3»

حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن معمر عن أبيه قال: لقّن ميّتك، فإذا قاله فدعه يتكلّم بغيرها من أمر الدنيا ولا تضجره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015