عيون الاخبار (صفحة 1158)

باب الحمية

قال الحارث بن كلدة طبيب العرب: الدواء هو الأزم. يعني الحمية قال آخر: الحمية إحدى العلّتين.

وقيل لجالينوس: إنك تقلّ من الطّعام؛ قال: غرضي من الطّعام أن آكل لأحيا، وغرض غيري من الطعام أن يحيا ليأكل.

وقال العمّيّ «1» : من احتمى فهو على يقين من المكروه، وفي شكّ مما يأمل من العافية.

وكان يقال: ليس الطبيب من حمى الملك ومنعه الشهوات، إنّما الطبيب من خلّاه وما يريد وساس بدنه «2» .

وقال بعض الشعراء: [طويل]

وربّت حزم كان للسّقم علّة ... وعلّة برء الداء خبط المغفّل «3»

ويقال: الحمية للصحيح ضارّة كما أنها للعليل نافعة.

وفي الحديث: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم رأى صهيبا يأكل تمرا وبه رمد، فقال له: «أتأكل التمر وبك رمد؛ فقال: يا رسول الله، إنما أمضغ بهذه» «4» .

إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «لا تكرهوا مرضاكم على الطّعام والشّراب فإن الله يطعمهم ويسقيهم» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015