وقال بعضهم: الغنى والفقر يجولان في طلب القناعة فإذا وجداها قطناها «1» .
حجّت أعرابية على ناقة لها، فقيل لها: أين زادك؛ قلت: ما معي إلا ما في ضرعها. وقال الشاعر: [كامل]
يا روح من حسمت قناعته ... سبب المطامع من غد وغد
من لم يكن لله متّهما ... لم يمس محتاجا إلى أحد
وقال أردشير: خير الشّيم القناعة، ونماء العقل بالتعلّم.
وقال النّمر بن تولب: [كامل]
ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى ... وإلى الذي يهب الرّغائب فارغب
لا تغضبنّ على امرىء في ماله ... وعلى كرائم صلب مالك فاغضب «2»
وقال أبو الأسود: [طويل]
ولا تطمعن في مال جار لقربه ... فكلّ قريب لا ينال بعيد
وقال كعب بن زهير «3» . [بسيط]
قد يعوز الحازم المحمود نيّته ... بعد الثّراء ويثري العاجز الحمق
فلا تخافي علينا الفقر وانتظري ... فضل الذي بالغنى من فضله نثق
وشكا رجل إلى قوم ضيقا فقال له بعضهم: شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك.