قال بزرجمهر: إذا أقبلت عليك الدنيا فأنفق فإنها لا تفنى وإذا أدبرت عنك فأنفق فإنها لا تبقى. أخذه بعض المحدثين فقال:
فأنفق إذا أنفقت إن كنت موسرا ... وأنفق على ما خيّلت حين تعسر «1»
فلا الجود يفني المال والجدّ مقبل ... ولا البخل يبقي المال والجدّ مدبر
وفي كتاب كليلة: لا يعدّ عائشا من لا يشارك في غناه.
مرّ الحسن برجل يقلّب درهما؛ فقال له: أتحبّ درهمك هذا؟ قال:
نعم، قال: أما إنه ليس لك حتى يخرج من يدك.
قال الربيع بن خيثم لأخ له: كن وصيّ نفسك ولا تجعل أوصياءك الرجال.
وقال بعض الشعراء: [متقارب]
سأحبس مالي على حاجتي ... وأوثر نفسي على الوارث
أعاذل عاجل ما أشتهي ... أحبّ من المبطيء الرّائث «2»
قال عبيد الله بن عكراش: زمن خؤون «3» ، ووارث شفون «4» ؛ فلا تأمن الخؤون وكن وارث الشّفون.
وقال أبو ذرّ: لك في مالك شريكان إذا جاءا أخذا ولم يؤامراك:
الحدثان «5» والقدر، كلاهما يمرّ على الغثّ والسمين، والورثة ينتظرون متى