هل تصدق أخي القارئ - بأن روما- عاصمة إيطاليا ستدخل يوما في حظيرة الإسلام! ليس هذا من قبيل أحلام اليقظة، أو الأماني الكاذبة بل هو ما بشَّر به رسولنا صلى الله عليه وسلم، فقد أخبر أصحابه- رضوان الله عليهم- بأن مدينتي القسطنطينية (استانبول)، ومدينة رومية (روما) ستُفتحان على أيدي المسلمين، فسألوه: أي المدينتين تُفتح أولا؟ فقال «مدينة هرقل تفتح أولا» (?).
ولقد فُتحت مدينة هرقل بالفعل، وتحققت البشارة النبوية في جزئها الأول، وبقي الجزء الثاني ألا وهو مدينة روما في انتظار الأمة.
ومما لا شك فيه أن فتح روما التي تعتبر معقلا للكنيسة العالمية يعني بلوغ المسلمين مبلغا عظيما من القوة والمنعة والعلو.
ولا تكتفي البشارات النبوية بذلك فقط، بل أخبرتنا بأن عصور الظلم والاستبداد التي تغرق فيها الأمة منذ أمد بعيد ستزول، وسيكون البديل خلافة على منهاج النبوة، أو بعبارة أخرى: سيظهر النموذج الإسلامي الصحيح مرة أخرى والذي تجلى سابقًا في عصر النبوة والخلافة الراشدة، فقد روى حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
«تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون مُلكا عاضا، ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون مُلكا جبريًا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت» (?).
ومن المبشرات النبوية التي تستثير مشاعر الفرح والسرور في النفس تلك التي أخبرنا بها رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام بالنصر على اليهود في معركة فاصلة يتجلى فيها التأييد الإلهي لعباده المؤمنين: