أخي الحبيب:
لعل اقتنعت وازددت يقينًا بأن القرآن هو الوسيلة التي تبحث عنها، والمخرج الآمن الذي لا يوجد غيره ليخرجنا بإذن الله من الظلمات التي نتخبط فيها، ومرحلة التيه التي نعيشها إلى النور والمجد والعزة مرة أخرى.
ومما يؤكد صحة هذه النتيجة ما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم، فكما أسلفنا أنه صلى الله عليه وسلم قد تحدث عن وضع مخيف ستمر به الأمة تصبح فيه مفعولا به، حيث تتداعى وتتكالب عليها جميع الأمم كالجائع الشره الذي ينقض على الطعام، وأخبرنا في هذا الحديث أن السبب لذلك هو ضعف الإيمان.
وفي موضع آخر أخبرنا صلى الله عليه وسلم بكيفية الخروج من هذه المصيبة وتجاوزها، فقد قال يوما لأصحابه: «ستكون فتن» فقالوا له وهم منزعجون: وما المخرج منها؟ فكانت الإجابة الحاسمة: «كتاب الله». ثم بدأ صلى الله عليه وسلم يشرح لهم لماذا القرآن هو المخرج من الفتن: «فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تنقض عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذا سمعته أن قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1]. هو الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به هدي إلى صراط مستقيم» (?).
وعندما تحدث صلى الله عليه وسلم مع حذيفة بن اليمان عن الفتن التي ستمر بالأمة. ما كان من حذيفة إلا أن سأله: وماذا أفعل إن أدركت تلك الفتن؟