عوده الحجاب (صفحة 579)

فَعَضَلْتَها؟! " (?) ، قال: فجعلت لا ألتفت إلى قوله مما عندي من القوة والاجتهاد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " لكني أنا أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، فقم ونم، وصم وأفطر " (?) الحديث.

وفي حديث الرهط الثلاثة أن أحدهم قال: " أما أنا فأصلي الليل أبدا "، وقال الآخر: " وأنا أصوم الدهر أبدًا، ولا أفطِر "، وقال الآخر: " وأنا أعتزل النساء، فلا أتزوج أبدًا "، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: " أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوَّجُ النساء، فمن رغب عن سنتي (?) ، فليس مني " (?) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخلت على خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، وكانت عند عثمان بن مظعون، قالت: فرأى رسول الله أي بذاذة هيئتها، فقال لي: " يا عائشة ما أبذ هيئة خويلة! "، قالت: فقلت: " يا رسول الله امرأة لها زوج يصوم النهار، ويقوم الليل، فهي كمن لا زوج لها، فتركت نفسها، وأضاعتها "، قالت: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إلى عثمان بن مظعون، فجاءه، فقال: " يا عثمان أرغبة عن سنتي؟ ! " قال: فقال: " لا والله يا رسول الله، ولكن سُنَتكَ أطلبُ "، قال: " فإني أنام، وأصلي، وأصوم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015