الصالح كما في الحديث.
وإذا استقامت الذرية بعد فراق الأبوين على هذا العهد، كان اللقاء بينهم من جديد في جنة الخلد، ودار الكرامة: قال سبحانه: (والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين) الطور (21) .
لهذا قال أحد الصالحين: " يا بني إني لأستكثر من الصلاة لأجلك"، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لما نزل (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى أنزل الله تعالى بعد هذا: (ألحقنا بهم ذريتهم) يعني بإيمان، فأدخل الله عز وجل الأبناء بصلاح الآباء الجنة (602) .
وفي رواية: (ألحقنا بهم ذريتهم) قال ابن عباس: (إن الله عز وجل ليرفع ذرية المؤمن معه في الجنة، وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه، ثم قرأ: (والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء) الطور (21) ، يقول: وما نقصناهم " (603) .
وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: " إني لأصلي، فأذكر ولدي، فأزيد في صلاتي " (604) .
إن تقوى الله تبارك وتعالى، والعمل الصالح الذي يتعاون عليه الزوجان أعظم ذخيرة يدخرها الأبوان لحماية أولادهما، وأوثق تأمين على مستقبل ذريتهما، وأقوى ضمان لسلامتهم، ورعاية الله لهم في حياتهما، وبعد رحيلهما، خاصة إذا تركاهم ضعافًا يتامى، لا راحم لهم ولا عاصم