عوده الحجاب (صفحة 563)

تعاون الزوجين على البر والتقوى

وأثره عليهما وعلى ذريتهما

ولا شك أن لتعاون الزوجين على البر والتقوى آثارًا عظيمة عليهما وعلى ذريتهما في الحاضر والمستقبل.

أما في الحاضر: فإن شيوع هذه الروح في البيت وتشبع الطفل بها، يؤدى إلى حبه لطاعة الله، وتعظيمه لشعائر الإسلام، وسهولة انقياده لأمر الله، اقتداءً بأبويه كما قال تعالى: (ذرية بعضها من بعض) آل عمران (34) ، وأما في المستقبل القريب في الدنيا:

فقد بين القرآن الكريم أن صلاح الآباء ينفع الأبناء، وهذا الخضِر عليه السلام وقد بنى الجدار متبرعَا، فيقول له موسى عليه السلام: (لو شئت لتخذت عليه أجرا) الكهف (77) ، فيبين له سبب عدم أخذه على ذلك أجرًا، فيقول: (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحَا) الآية الكهف (82) ، وإذا ما نشأث الذرية على طاعة الله عز وجل، وتعظيم دينه، سهل عليهم أمر التكاليف الشرعية حين يبلغون، فيستحقون بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم الواردة في قوله: " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله" وذكر منهم: " شابا نشأ في عبادة الله عز وجل " (601) ، ثم إذا فارق الأبوان الدنيا نفعهما دعاء الولد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015