عوده الحجاب (صفحة 369)

أخشى إضاعةَ عَم أو جفاءَ أخ ... وكنت أحنو عليها من أذى الكَلِمِ

ما أنسَ لا أنسَ منها إذ تُوَدعُني ... والدَّمعُ يَجْري على الخدين ذا سَجَم

لا تبرحن فإن مت فإن لنا ... ربا تكفلَ بالأرزاقِ والقَسمِ (?)

ومن طرائف ما يُروى في ذلك:

أنه كان لأبي حمزة الأعرابي زوجتان، فولدت إحداهما ابنة، فعز عليه ذلك، واجتنبها، وصار في بيت ضَرتِها، فأحسَّت به يومًا في بيت صاحبتها، فجعلت تُرَقِّصُ ابنتها الصغيرة، وتقول:

ما لأبي حمزة لا يأتينا ... يظل في البيت الذي يلينا

غضبان أن لا نَلِدَ البنينا ... تالله ما ذلك في أيدينا

بل نحن كالأرض لزارعينا ... يَلبثُ ما قد زرعوه فينا

وإنما نأخذ ما أعطينا

فعرف أبو حمزة قُبْحَ ما فعل، وراجع امرأته (?) .

موقف بعض سادات العرب من الوأد

ذلك وقد نهض من سادات العرب مَن حال دون الوأد بما بذل من مال جم، وسعي وفير، ومن بين هؤلاء صَعْصَعَةُ بن ناجية التميمي، فقد كان يتلمس مَن مسها المخاض، فيغدو إليها، ويستوهب الرجل حياة مولوده إن كانت بنتا على أن يبذل له في سبيل ذلك بعيرًا وناقتين عُشَرَاوِيَيْن (?) ، فجاء الإسلام وقد افتدى أربعمائة وليدة (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015