عوده الحجاب (صفحة 368)

وقال بعض الشعراء في هذا المعنى نفسه:

جُعِلْتُ فِداكَ من النائبات ... ومُتعْتَ ما عِشْتَ في الطيبات

سُرورانِ ما لَهُما ثالث ... حياةُ البنين وموتُ البنات

وأصدقُ منْ ذَينِ قولُ الحكيـ ... ـم دَفْنُ البناتِ مِنَ المَكْرُمات (?)

ومن مأثور قولهم لمن "رُزِئ" بأنثى - على حد تعبيرهم -:

(آمنكم الله عارها، وكفاكم مؤنتهَا، وصاهرتم (?) القبر) ، وهم يزعمون أن موجب رغبتهم في موتهن، وشدة كراهيتهم لولادتهن: الخوف من العار، وتزوج غير الأكفاء، وأن تهان بناتهم بعد موتهم، كما قال الشاعر في ابنة له تسمى " مودة":

"مودة تهوى عمر شيخ يسره ... لها الموت قبل الليل لو أنها تدرى

يخاف عليها جفوة الناس بعده ... ولا ختن يرجى أود من القبر (?) ]

وقال إسحاق بن خلف البهراني في نفس المعنى:

لولا أمَيْمةُ لم أجزع من العدمِ ... ولم أجُب في الليالي جِنْدِس (?) الظلَمِ

وزادني رغبة في العيش معرفتي ... ذُلَّ اليتيمةِ يجفوها ذوو الرَّحِم

تهوى بقائي وأهوى موتها شفقا ... والموتُ أكرم نزَّالٍ على الحُرَم

أحاذر الفقر يومَا أن يُلِمَّ بها ... فيكشف الستر عن لَحم على وَضَمِ (?)

إذا تذكرتُ بنتي حين تندبني ... فاضت لرحمةِ بنتي عَبرتي بِدَمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015