وبعض من صحح أحاديث ابن لَهِيعة إنما صححها من رواية العبادلة (?)
عنه.
ومع تضعيف الإمام البيهقي رحمه الله هذا الحديثَ، فإنه- إلى جانب
ذلك - أعرض عن الاستشهاد به لتقوية حديث عائشة رضي الله عنها، مع
أنه- دون غيره من المحدثين - أخرجهما معًا في سننه، فكأنه رحمه الله لم
يَعُدَّهُ صالحا في المتابعات والشواهد (?) .
أما احتجاجه رحمه الله بما رُوِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما، فقد تقدم الجواب عنه في تفسير قوله تعالى (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) (?) وبيان ضعفه سندا.
فعلى هذا يكون تفسير (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) بالوجه والكفين محتاجًا إلى
دليل صحيح، ودليلهم الذي بنوا عليه مذهبهم الحديث المرسل المروي عن عائشة رضي، الله عنها، فكيف يكون مجرد قولهم دليلا على صحة الحديث؟ وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه تفسير (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) بالثياب، وإذا صح ما رُوي عن ابن عباس (?) رضي الله عنهما يكون قول صَحابي