الأرض السابعة لا تجد مُتعلَّقاً لعبوديتها الحقّة أبداً لأنها تصطدم بمخلوقات مثلها، فالعرش فما دونه مواد مخلوقه تشترك معها بوصف الافتقار الذاتي والتخليق، وأنها مواد خُلقت من العدم؛ والعدم ليس بشيء.
وكل ما تتعلق به دون معبودها الحق فله صورة يتصورها القلب على حقيقتها أو بما يماثلها فترتسم هذه الصورة في القلب فيعكف عليها إرادة وطلباً ومحبة فتكون حجاباً مانعاً له عن إفضائه إلى معبوده الحق، ومن هنا تأتيه القسوة والظلمة والوحشة والصفات التي تقدم بيانها لانقطاعه كلياً أو جزئياً عن إلهه الحق.
ولما كان الإله سبحانه ذو فضل ومَنّ وإحسان وبر وجلال وجمال، وكمال لا يبلغه وصف، وذو إحسان ذاتي لا تقابله أثمان، كيف والملْك كله له سبحانه وهو الغني الحميد فأراد برحمته وإحسانه ولطفه وكرمه أن