وتمكن منه فإنه يأسره ويعذّبه فما شئت من حصول الهم والغم والمعيشة الضنك لكن قد لا يشعر بذلك لانغماره بشهواته وملذوذاته ولجهله أيضاً وغفلته مع أن العذاب يعمل بروحه عمله.
وفي النهاية تُخْرَج هذه الأرواح من الأبدان التي كانت فيها، وهذا هو القدوم على الله ويكون خروجها على الصفة التي كانت عليها في الدنيا وما تأثرت به من آثار الحسنات أو السيئات، وليس الكلام هنا في الحالات الاستثنائية من إبطال آثار السيئات بالحسنات أو الأمراض والمصائب المكفّرة المطهِّرة، كذلك شدة النزع والسكرات، إنما الكلام هنا بالإجمال لبيان سِرّ عبودية الإله وحسن الطاعة وقبح المعصية.
وتأمل الآن قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ