ائتلف وما تناكر منها اختلف بأنها المشابهة والمشاكلة وموجبات الوِدّ والمحبة بين أهل الإيمان والبغض والنّفرة لأهل المعاصي والطغيان، كذلك فإن لهؤلاء ائتلاف ومودة فيما بينهم لأجل المشابهة والمشاكلة أيضاً لكنها لأغراض مضمحلة فانية تزول بزوال مُتَعلَّقها فتنقلب عداوة قال تعالى: {الأ خلاّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} (?). انقطعت بانقطاع أسبابها وانقلبت عداوة ثماراً لِغِراسها. إذْ هي باطلة من أساسها.
ولك الآن أن تتصوّر إنساناً في الغاية من الجمال ظاهراً وباطنا وعليه حُللاً بَهيّة نظيفة ويعْبق من الرائحة الزكيّة وهو سائر في طريق رحْب آمن مُسْتنير، وعن يمين الطريق وعن شماله طرق مظلمة موحشة قذرة ومخيفة فانحرف هذا السائر عن طريقه إلى تلك الطرق فغَشَتْه