شأن الأرواح وقت المغادرة للدنيا والقدوم على الآخرة، فروح المؤمن لها إشراق هو نور جمالها وكمالها وروح الكافر والفاجر ضدّ ذلك، وكذلك الرائحة طيبة وخبيثة.

إذا تبين ما تقدم وظهر عُلِمَ منه سِرّ العبودية والتألّه، وهو أن في قلب العبد وروحه تأّله مُوجب للإرادة والطلب وأن ذلك فطرة وخِلْقة تُغَذيها وتنميها الشِّرعة، وأن المراد من ذلك التهيئة الصالحة المناسبة للقرب من المعبود وسكنى داره، وكمال النعيم بجواره، حيث لا يصلح لهذا المقام كل أحد.

إن مسالك هذه الغاية مقفلة مغلقة، مع محمد - صلى الله عليه وسلم - مفاتيحها، وفي هذا معنى كبيراً من معاني شهادة أن محمداً رسول الله.

وحيث أن الكلام هنا صار في الطلب والإرادة والمحبة الفطرية التي تُغذيها وتُنميها الرسالة الشرعية فما زلنا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015