أنَّ كثيراً مِمَّن صنَّفوا في الضعفاء صنَّفوا أيضاً في الجمع بين الثقات والضعفاء، كما فعل الإمام البخاري في التاريخ الكبير والأوسط، فلمَّا أفردوا الضعفاء وميَّزوهم لم يروا حاجة لإفراد الثقات في مصنف مستقل.

وأقدم كتاب وصل إلينا من كتب الثقات كتاب أبي الحسن أحمد بن عبد الله العجلي (ت 261هـ) : ((معرفة الثقات)) ، وهو وإن كان معدوداً في الكتب المصنفة في الثقات إلاَّ أنَّه ليس خاصًّا بهم، يعرف ذلك من عنوان الكتاب الذي ذكره تقي الدين السبكي في مقدمة ترتيبه وهو: ((معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث، ومن الضعفاء، وذِكْر مذاهبهم وأخبارهم)) (?) .

ويؤيِّد ذلك ما ورد في القطعة التي بقيت من أصل الكتاب (ص 58) حيث كُتب عنوان: ((ومن المتروكين ... )) فذكر بعض المتروكين وبعض الضعفاء (?) .

فهو يصلح أن يُضمَّ إلى القسم الثالث في الكتب التي جمعت بين الثقات والضعفاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015