الرجل منهم في الشهر مائة دينار، ومائتي دينار وكان يتأول أنهم إذا كانوا في كفاية تفرغوا لا شغال المسلمين فقيل له: لو أنفقت على عيا لك، كما تنفق على عمالك؟ فقال لا أمنعهم حقاً لهم، ولا أعطيهم حق غيرهم، وكان أهله قد بقوا في جهد عظيم، فاعتذر بأن معهم سلفاً كثيراً قبل ذلك (?)، وبهذا الإجراء ألا وهو التوسع على عماله يحقق عمر أمرين هامين:

أـ سد منفذ الخيانة، وما يدفع العمال من حاجة إلى الخيانة وسرقة أموال المسلمين.

ب ـ ضمان فراغ الولاة والعمال والأمراء لإشغال المسلمين وحوائجهم (?).

2 ـ حرصه على الوقاية من الكذب

2 ـ حرصه على الوقاية من الكذب: قال ميمون بن مهران: دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده عامله على الكوفة، فإذا متغيظ عليه، فقلت: ماله يا أمير المؤمنين قال: أبلغني أنه قال: لا أجد شاهد زور إلا قطعت لسانه: قال: فقلت: يا أمير المؤمنين: إنه لم يكن بفاعل. قال: فقال: أنظروا إلى هذا الشيخ ـ مستنكراً ماقال ميمون ـ إن منزلتين أحسنهما الكذب لمنزلتا سوء (?). والمقصود فإن الكذب أحد منازل السوء وبذلك يسعى عمر إلى قطع دابر الفساد الإداري بالتحذير من الوقاية عما يجر إليه الكذب والتحايل في إتخاذ القرارات (?).

3 ـ الإمتناع عن أخذ الهدايا والهبات:

رد على من قال له: ألم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقبل الهدية؟ قال بلى، ولكنها لنا ولمن بعدنا رشوة (?)، كما أبطل عمر أخذ الهدايا التي كان الولاة الأمويون يا خذونها وبخاصة هدايا النيروز والمهرجان، وهي هدايا تعطي في مناسبات وأعياد الفرس، فكتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله كتاباً، يقرأ على الناس، يبطل فيه أخذ التوابع والهدايا، التي كانت تؤخذ منهم في النيروز والمهرجان وغيرها من الأثمان والأجور (?)، كما أنذر ولاته وعماله من أن يتخذ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015