لمن وعظت، وأيم الله، إن كان الذي رأيت من جزعي على أخيك، ولكن لما علمت أن ملك الموت دخل داري فراعني دخوله، فكان الذي رأيت، ثم أمر بجهازه (?).

4ـ صلابته في الدين وقوته في تنفيذ الحق

4ـ صلابته في الدين وقوته في تنفيذ الحق: قال ميمون بن مهران قال: بعث إليّ عمر بن عبد العزيز وإلى مكحول وإلى أبي قلابة فقال: ما ترون في هذه الأموال التي أخذت من الناس ظلماً فقال مكحول يومئذٍ قولاً ضعيفاً، فكرهه فقال: أرى أن تستأنف فنظر إليَّ عمر كالمستغيث بي، فقلت: يا أمير المؤمنين، ابعث إلى عبد الملك، فأحضره. فإنه ليس بدون من رأيت. فلما دخل عليه قال: يا عبد الملك، ما ترى في هذه الأموال التي أخذت من الناس ظلماً، وقد حضروا يطلبونها وقد عرفنا مواضعها؟ قال: أرى ((أن تردّها)) فإن لم تفعل كنت شريكاً لمن أخذها (?).

5 ـ مرضه وموته رحمه الله

5 ـ مرضه وموته رحمه الله: دخل عمر بن عبد العزيز على أبنه في وجعه ـ من الطاعون ـ فقال: يا بني، كيف تجد؟ قال: أجدني في الحق. قال: يا بني، إن تكن في ميزاني أحبُّ علي من أن أكون في ميزانك. فقال ابنه: وأنا يا أبه لئن أكون ما تحب أحب إليّ من أن يكون ما أُحب (?). وحين دفن ابنه خطب على قبره فقال: رحمك الله يا بني، فلقد كنت برَّاً بأبيك، وما زلت منذ وهبك الله لي مسروراً، ولا والله ما كنت أشدَّ سروراً ولا أرجى لحظي من الله فيك، منذ وضعتك في الموضع الذي صيرك الله إليه، فرحمك الله وغفر ذنبك وجزاك الله بأحسن عملك وتجاوز عن مسيئه، ورحم كلَّ شافع يشفع لك بخير من شاهد وغائب، رضينا بقضاء الله وسلّمنا لأمره، والحمد الله رب العالمين. ثم انصرف (?). ثم كتب إلى نائبه على الكوفة كتاباً ينهى أن يناح على ابنه، كما كانت عادة الناس حينئذٍ في الناحية على الملوك وأولادهم وفي ذلك الكتاب كان فيه: أن عبد الملك ابن أمير المؤمنين كان عبداً من عباد الله، أحسن الله إليه في نفسه، وأحسن إلى أبيه فيه، أعاشه الله ما أحبّ أن يعيشه، ثم قبضه إليه حين أحب أن يقبضه، وهو فيما علمت بالموت مرتبط، نرجو فيه من الله رجاء حسناً، فأعوذ بالله أن تكون لي محبة في شيء من الأمور تخالف محبة الله فإن خلاف ذلك لا يصح في بلائه عندي وأحسانه إلي ونعمته علي ثم قال: أحببت أن أكتب إليك بذلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015