الأمانة إلى من ائتمن (?)، وتذكر الروايات تخميناً: إن بني مروان خافوا أن يخرج عمر ما عندهم وما في أيديهم من الأموال، وأن يخلع يزيد بن عبد الملك، فدسوا عليه من سقاه سماً، فلم يلبث أن مات في اليوم الذي تقرر أن يعطي فيه جوابه للمتفاوضين (?). يتضح من الآثار السابقة أن عمر بن عبد العزيز سلك معهم المسلك الصحيح الذي تبعه سلفنا الصالح كابن عباس وأمير المؤمنين علي رضي الله عنهما ويبدو أن عمر قد طمع في رجوع هؤلاء الخوارج ولذلك لم يترك لهم شبهة إلا كسرها وبين زيفها وكشف عوارها (?)،

ولم يجادلهم في الحق الذي معهم ولكنه طلب مهلة إلا أنه مات قبل انتهائها، وعندما استخدم خوارج العراق القوة ضد واليه عبد الحميد وتمكن الخوارج من دحر جيش الوالي، أسرع عمر بن عبد العزيز فأرسل إلى الخوارج مسلمة بن عبد الملك على رأس جيش من أهل الشام، وكتب إلى عبد الحميد: قد بلغني ما فعله جيشك، جيش السوء، وقد بعثت مسلمة فخل بينه وبينهم، وتقدم مسلمة على رأس قواته إلى حيث عسكر الخوارج ودارت معركة بين الطرفين انتهت بانتصار جيش الخلافة (?). إن اضطرار عمر إلى استخدام القوة إزاء فئة من الخوارج، لم يدفعه أبداً إلى تطبيق أسلوب الشدة تجاه كل الخوارج، فما دام خصمه مستعد للحوار، فلا داعي أبداً لإراقة الدماء (?).

3 ـ السبب المفضي لقتال الخوارج

3 ـ السبب المفضي لقتال الخوارج: لم يأمر عمر بن عبد العزيز بقتال الخوارج لما اختلفوا معه في الرأي ولا عندما عارضوه وسبوه، بل صبر عليهم لعل الله أن يهديهم إلى الصواب، ثم لما وصلوا إلى مرحلة خطيرة وهي أخذ المال وإخافة السبيل وسفك الدماء عند ذلك أمر بقتالهم (?).

4 ـ رد متاع الخوارج إلى أهليهم

4 ـ رد متاع الخوارج إلى أهليهم: لم يسب عمر بن عبد العزيز نساء الخوارج وذراريهم ولم يستحل أموالهم، بل أمر برد متاعهم إلى أهليهم، فقد كتب إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015