ويتركون من هو أعم نفعاً، وأكثر في وجوه العلم تصرفاً، وأخف مؤونةً، وأكثر فائدةً.

1199- ويقال: إن سهل بن هارون كان شديد الإطناب في وصف المأمون بالبلاغة والجهارة والحلاوة والنجابة وجودة اللهجة.

1200- فأما الحسن بن سهلٍ فلم يكن يبلغ وصف سهلٍ هذا.

1201- قال علي بن عبيدة: أتيت الحسن بن سهلٍ، فأقمت ببابه ثلاثة أشهرٍ لا أحلى منه بطائلٍ، فكتبت إليه:

مدحت ابن سهلٍ ذا الأياد وماله ... بذاك يدٌ عندي ولا قدمٌ بعد

وما ذنبه والناس إلا أقلهم ... عيالٌ له أن كان لم يكٌ لي جد

سأمدحه للناس حتى إذا بدا ... له في رأي ٌ عاد لي ذلك الحمد

فكتب إلي: باب السلطان يحتاج إلى ثلاث خلالٍ: مالٍ وعقلٍ وصبرٍ, فقلت للواسطة: تؤدي عني؟ فقال: نعم؛ فقلت: تقول له: لو كان لي مالٌ لأغناني من الطلب منك، أو صبرٌ لصبرت عن الذل ببابك، أو عقلٌ لاستدللت به على النزاهة عن رفدك، قال: فأمر لي بثلاثين ألف درهمٍ.

1202- ومنهم العباس بن جريرٍ، قال إسحاق الموصلي: من أحب أن يسمع لهواً بلا حرجٍ فليسمع كلام العباس.

1203- ومنهم محمد بن عبد الملك الزيات، والحسن بن وهب؛ كتب محمدٌ إلى الحسن كتاباً في فصلٍ منه: ولا زلت، جعلني الله فداك، محسناً، بجدك مواطن الحفلة، ومزيناً بهن لك مواطن البذلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015