1196- وممن يوصف بالبلاغة الفضل بن سهلٍ، ويروى أن نعيم بن حازم أتى الحسن بن سهلٍ، وهو في مصلى الجماعة ونعيمٌ حاسرٌ حافٍ، وهو يقول: ذنبي أعظم من السماء، ذنبي أعظم من الماء، فقال له الحسن: على رسلك؛ تقدمت منك طاعةٌ، وكان آخر أمرك توبةٌ، وليس للذنب بينهما مكانٌ، وليس ذنبك في الذنوب بأعظم من عفو أمير المؤمنين في العفو.

1197- وقال المأمون لإبراهيم بن المهدي، وهو يعتذر إليه: إن ذنباً أوله زلةٌ، وآخره توبةٌ= لحقيقٌ أن لا تكون على مثله عقوبةٌ.

1198- ويقال: إن من الخطباء الشعراء الكتاب الذين قد جمعوا الشعر والخطب والرسائل وعمل الكتب سهل بن هارون الكاتب الذي عارض كتاب ((كليلة ودمنة)) ، وكان فيما روي عتيق الوجه، حسن الإشارة، بعيداً من الفدامة، معتدل القامة، مقبول الصورة، يقضى له بالحكمة قبل الخبرة، وبرقة الذهن ودقة المذهب قبل الإمتحان والكشف. وقد خالف قول بعض الحكماء: لحق بهاء البلاغة أن تكون الشمائل موزونةً، والألفاظ معتدلةً، واللهجة نقيةً، وأن جامع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015