1063- وعن محمد بن الضحاك، عن أبيه قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد بني تميمٍ، وهم سبعون رجلاً أو ثمانون رجلاً، منهم الأقرع بن حابسٍ، والزبرقان بن بدرٍ، وعطارد بن حاجبٍ، وقيس بن عاصمٍ، وعمرو بن الأهتم، وانطلق معهم عيينة بن حصنٍ، وكان يكون في كل سوءةٍ، فقدموا المدينة، فدخلوا المسجد، فوقفوا عند باب النبي صلى الله عليه وسلم، فنادوا من وراء الحجرات بصوتٍ عالٍ جافٍ: اخرج يا محمد حتى نفاخرك، وجئنا بشاعرنا وخطيبنا؛ فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فجلس، فقام –يعني خطيبهم- فقال: والله إن مدحي لزينٌ، وإن ذمي لشينٌ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذلك الله عز وجل)) فقال: أنا أكرم العرب؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكرم منك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم)) وذكر الحديث.
1064- ومما يدخل في هذا الباب خبر الزبرقان بن بدرٍ حين مدح، فلم يرض، فذم؛ كما روى محمد بن إدريس الحنظلي، قال: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن الأهتم وقيس بن عاصمٍ والزبرقان بن بدرٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمروٍ: ((أخبرني عن هذا –يعني الزبرقان- فأما هذا، فإني لا أسألك عنه –لقيسٍ-)) فقال عمروٌ: مطاعٌ في أدنيه، شديد العارضة، مانعٌ ما وراء ظهره؛ فقال: والله يا رسول الله، لقد قال، وهو يعلم أني أفضل مما قال؛ فقال عمروٌ: والله إنك لزمر المروءة، ضيق العطن، أحمق الأب، لئيم الخال؛ ثم قال: