1057- لقبنا هذه المرتبة بمرتبة الفهاهة, لما قدرنا أن نذكر فيها مما يعاب على الكتاب ومن لحقته الفهاهة, فيكون ذلك مستجلباً لنشاط القارئ وإصغاء المستمع, ولعل من يتصفح هذا الكتاب يقول: ما هذا من صناعة الكتاب, فيخرج إلى الفهاهة لأن معرفة كثيرٍ مما يمر في هذا الباب يستحسن للكاتب معرفته, ويعد حفظه إياه من أدبه.
1058- فأول ما نبدأ به ذكر معنى الفهاهة من اللغة, ثم باب ذكر من لحقته الفهاهة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم , ثم باب ذكر من لحقته الفهاهة في زمن الصحابة, ثم باب ذكر ما يعد على من استعمله من الكتاب فهاهةً, ثم باب ذكر الفهاهة في استعمال حوشي الكلام, ثم باب ذكر الفهاهة في جعل الحرف في غير موضعه, ثم باب ذكر الفهاهة في المعاظل من الكلام, ثم باب ذكر من لحقته الفهاهة من الكتاب وغيرهم.
فأول ذلك:
1059- قال الخليل: الفه: الرجل العيي عن حجته؛ والمرأة فهةٌ، وقد فههت يا رجل فهاهةً وفهةً، ورجلٌ فهٌ وفهيهٌ، وذلك إذا