قلب الكافر لا تصل إليه المحكمة كما لا تصل الراعية إلي المكان الملتف شجرة. وما أنور هذا التفسير وأنعمه! قيل حرجا بكفره لأن الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس، لكونه اعتقادا عن ظن. وقيل حرجا أي ضيقا بالإسلام، قاله الراغب: يعني أنه لما لم يسلم إسلاما جازما بل بترديد كإسلام المنافق ضاق به صدره. وقيل في معني قوله: {فلا يكن في صدرك حرج منه} [الأعراف:2] هو نهى على بابه. وقيل: هو حكم له بذلك نحو: {ألم نشرح لك صدرك} [الانشراح: 1]، وقيل: هو دعاء وهو حسن أيضا.
وتحرج: أي تجنب الحرج، نحو تحنث وتحوب أي جانب الحنث والحوب. ويقع الحرج بمعنى الإثم كقوله: {ليس على الأعمى حرج} [النور: 61] أي إثم.
ويجوز أن يكون على بابه أي ليس على هؤلاء تضييق في تكليفهم بما كلف به غيرهم لأعذار خصوا بها، حسبما بيناه في (التفسير الكبير).
ح ر د:
ح ر ر:
قوله تعالى: {إني نذرت لك ما في بطني محررا} [آل عمران: 35] أي معتقا،
من قولك: حررت العبد أي جعلته حرا. فقيل: معناه معتقا من مهنة أبوية مخلصا لخدمة بيت بيت المقدس. وقيل: معتقا من عمل الدنيا لعمل الآخرة. والمعنى أنها جعلته بحيث لا ينتفع به الانتفاع الدنيوي المشار إليه بقوله تعالى: {بنين وحفدة} [النحل: 72] {والمال والبنون زينة الحياة الدنيا} [الكهف: 46]، وهذا معنى قول الشعبي: مخلصا للعبادة، وقول مجاهد: خادما للبيعة، وقول جعفر: معتقا من أمر الدنيا.
والحرية ضربان: ضرب لم يجر على صاحبها حكم الشي كقوله: {الحر بالحر} [البقرة: 178] وضرب لم تتملكه قواه الذميمة من الحرص والشره على المقتنيات الدنيوية، وإلى العبودية التي تضاد ذلك أشار بقوله عليه الصلاة والسلام: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم)، وقال الشاعر: [من الطويل]