وأجلب عليه: صاح عليه بقهرٍ. ومنه {وأجلب عليهم بخيلك}. والجلب: المنهي عنه في قوله: "ولا جلب ولا جنب".
قال أبو عبيدٍ: الجلب يكون في شيئين أحدهما: أن يجلب الرجل على فرسه في السباق أي يصيح عليه ليزجره، فيزيد جريه ويسبق غيره، فنهي عنه لما في ذلك من الخديعة. الثاني: أن يأتي المصدق إلى القوم فيجد مواشيهم على المياه والمرعى فيرسل في إثرها فتجيء ويجلبها أهلها ليعدها. فنهي عن ذلك، وأمر بأن يعدها في مياهها ومراعيها.
والجلبة: جلدة تعلو الجرح، وتلبس القتب. ويقال: جلب الجرح أي أجلبه وأجلبت القتب: ألبسته الجلد. قال النابغة الجعدي: [من الرجز].
289 - عافاك ربي من قروحٍ جلب ... بعد نتوض الجلد والتقوب
والجلبة: سحابة رقيقة، تشبيها بالجلبة.
وقوله تعالى: {يدنين عليهن من جلابيبهن} [الأحزاب: 59]؛ الجلابيب: جمع جلبابٍ وهو القميص والإزار والبرد أو الخمار ونحوها.
والجلبة: الصياح، والجلبان بضمتين مع تخفيف الباء وتشديدها هو شبه الجراب يجعل فيه السيف بقرابه. ربما جعل الرجل فيها سوطه أيضًا. ولجفائه وغلظه سميت المرأة الغليظة جلبابة.
وفي الحديث: "كان إذا اغتسل دعا بشيءٍ مثل الجلاب" قال الأزهري: هو فارسي معرب. وجعله الهروي تصحيفًا، وإنما هو الحلاب بالحاء المهملة، وهو المحلب