ويقرب من هذه اللفظة "لات" من قوله:} ولات حين مناصٍ {[ص 3] وإن كان ألف لات أصليًة لكونها حرفًا. و"لات" هي لا النافية دخلت عليها تاء التأنيث كدخولها في ربت وثمت، وتعمل عمل ليس، إلا أنها اختصت بحكمين بعد دخول التاء عليها؛ أحدهما أنها لا تعمل إلا جارًة كقوله تعالى:} ولات حين مناصٍ {وقول الشاعر: [من الكامل]
1470 - ندم البغاة ولات ساعة مندم ... والبغي مرتع مبتغيه وخيم
وأما قول الآخر: [من الكامل]
1471 - حنت نوار ولات هنا حنت ... وبدا الذي كانت نوار أجنت
فلنا فيه كلام ليس موضعه. والثاني أن يحذف مرفوعها ويبقى منصوبها، وكذلك كانت القراءة المشهورة. وقد قرئ برفع "حين مناصٍ". وقال بعضهم: إن التاء زيدت فيها منبهًة على الساعة والمدة كأنه قيل: [ليست] الساعة أو المدة حين مناصٍ. وزعم آخرون، ونقله الراغب عن البصريين: أصلها ليس فقلبت الياء ألفًا والسين تاء نحو "إليات" في "إلياس"، وهذا ضعيف من وجهين: أحدهما عدم الموجب لقلب الياء ألفًا لسكونها. والثاني أن قلب السين تاًء محفوظ لا يقاس عليه، فدعوى ذلك مجرد احتمالٍ. وزعم أبو عبيدٍ أن التاء ليست من تمام "لا" إنما هي متصلة بحين، والعرب تفعل ذلك فتقول: جئتك تحين قام زيد، وأنشد: [من الكامل]
1472 - العاطفون تحين لا من عاطفٍ ... والمطعون تحين لا من مطعم
وبأنها كتبت في المصحف كذا} ولا تحين مناصٍ {. وقد رد الناس عليه مقالته بما أوضحناه في غير هذا. وقد قرئ بجر الحين في الآية. وتخريجه في غير هذا الموضوع