وتزاد بعدها «ما» فلا تجزم بها خلافًا للكوفيين. وزعم بعضهم أنها ترد نفيًا، وجعل منه قوله تعالى: {كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم} [آل عمران: 86]. وأنشد لعبد الله بن قيس الرقيات: [من الخفيف]

1411 - كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشام غارة شعواء؟

أي لم يهد الله، ولم أنم، وفيه نظر لأن الاستفهام الوارد بمعنى النفي إنما هو هل، أو من، دون أخواتها، نحو قوله تعالى: {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} [الأحقاف: 35] و {من يغفر الذنوب إلا الله} [آل عمران: 135] أي ما يهلك ولم يغفر الذنوب إلا الله. وأما الآية والبيتان المتقدمان فالتعجب فيهما ظاهر. وقال الراغب: لفظ يسأل به عما يصح أن يقال فيه شبيه وغير شبيهٍ كالأبيض والأسود والصحيح والسقيم. ولذلك لا يصح أن يقال في الله عز وجل «كيف». قال: وقد يعبر عن المسؤول عنه بكيف كالأبيض والأسود فإنا نسميه كيف. وقد ينسب إلى هذه اللفظة، فيقال «كيفية»، كما قالوا الكمية والآنية، وهي إحدى المقولات العشر عند المتكلمين.

ك ي ل:

قوله تعالى: {نزداد كيل بعيرٍ} [يوسف: 65] أي مقدار حمل بعيرٍ، فعبر عنه بذلك. والكيل معلوم وهو ما يكال به، وكأنه سمي بالمصدر في الأصل، يقال: كلته أكيله كيلًا.

وكلت يتعدى لاثنين أولهما بنفسه تارةً وبحرف الجر أخرى، ومثله في ذلك نحوه: كلت زيدًا الطعام، وكلت له طعامه، ووزنت له ماله، ووزنته دراهمه. واختلف النحاة هل أحدهما للآخر أصل أو مستقل بنفسه! ثلاثة مذاهب أظهرها ثالثها. وقد فرق الراغب بينهما فقال: يقال: كلت له الطعام: إذا توليت ذلك له، وكلته الطعام إذا أعطيته كيلًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015