المبدئ المعيد قال أبو عبيدٍ: هو الذي أبدأ في غزوةٍ وأعاد، أي غزا مرةً بعد مرةٍ، وجرب الأمور فأعاد فيها. قال: فالفرس المبدئ المعيد: هو الذي ريض وأدب، والفارس يصرفه كيف شاء. وقيل: هو الذي غزا عليه مرة بعد أخرى. والعود: البعير الذي يعاود السفر عليه. ومنه قول امرئ القيس:

1106 - على لاحب لا يهتدي بمناره ... ... ... إذا سافه العود النباطي جرجرا

وما أحسن قول الآخر: [من المنسرح]

1107 - كل بناتٍ المخاض راتعة ... ... ... والعود في رحله وفي قتبه

ولا يبالي بضنك مضجعه ... ... ... من راحة العالمين في تعبه

ويقال: ناقة عودة وعودتان وعودة نحو هر وهررةٍ. والعادة: اسم لتكرير الفعل أو الانفعال حتى يسهل تعاطيه فيصير كالطبع. ومن ثم قيل: العادة طبع خامس، والعادة طبيعة ثانية. والعيد ما يعاود مرةً بعد اخرى، ومنه قوله تعالى: {تكون لنا عيدًا} [المائدة:114] أي وقت سرور. وأصله من ذوات الواو، تصغيره عييد، وجمعه أعياد، وكان قياسه عويد وأعواد لزوالٍ الموجب للقلب. وإنما أبقوه على حاله فرقًا بينه وبين عود الحطب تصغيرًا وتكسيرًا. وخص العيد في شريعتنا بيوم فطرنا ويوم نحرنا. قيل: ولما كان يوم العيد في شريعتنا وقت سرورٍ، كما نبه عليه الصلاة والسلام عليه بقوله: «أيام أكلٍ وشرب و [بعال]»، صار ذلك اسمًا لكل وقتٍ فيه مسرة. والعيد أيضًا: كل حالةٍ تعاود الإنسان.

والعائدة: تطلق على كل نفعٍ يرجع إلى الإنسان منه شيء. وقوله تعالى: {لرادك إلى معادٍ} [القصص:85] وقد تقدم أنه مكة. أو المعاد قال الراغب: والصحيح ما أشار إليه أمير المؤمنين وذكره عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ إنه ذلك [إشارة إلى] الجنة التي خلقه فيها بالقوة في ظهر آدم صلوات الله وسلامه عليه وأظهره من حيث قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015