وتتضافر مع هذين العاملين الأساسيين لنشوء الحضارة عوامل داعمة لا تقل أهمية إن وجدت الاستجابة المناسبة؛ كالعامل الاقتصادي وتدفق الثروة، والموقع الجغرافي، وغنى المصادر الطبيعية، والتفوق العلمي، والتطور الصناعي والتقني، ووفرة السكان، والفراغ الحضاري أو انعدام المنافسة (?) .. كلها عوامل مساعدة ترفد المشروع الحضاري، وقد تتوافر أو تغيب كليًا، إلا أنها ليست شرطًا أوليًا، فقد انبعثت الحضارة الإسلامية في ظل معطيات صفرية وشروط سلبية تنذر باستحالة المهمة على الأصعدة كافة، إلا أن ذلك لم يعق المشروع الحضاري، بل كانت الانطلاقة عجيبة في