ولم يكن لهذا المبدأ النبوي الصريح إلاَّ نتيجة واحدة حاسمة: فعلى قدر الخوف من إحداث الحدث في الإسلام كانت الرغبة في المحافظة على سُنَّةِ رسول الله. وَإِنَّ كل مؤمن لا يظل قلبه ونظره معلقين بشخص الرسول، ولا يصوغ نفسه وعمله وفق الخلق النبوي، ووفق ما جرت به السُنَّةُ (?) أو مضت عليه (?) ليس صادق الإيمان ولا هو من المُقرَّبِينَ.

وإذا كان هذا الرجل من المشتغلين بالحديث النبوي زادت تبعته، فما يفعل شَيْئًا لم يفعله رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، بل يَتَرَدَّدُ في كثير من الأمور قبل الإقدام عليها ليعرف أقربها إلى السُنَّةِ، من تشميره ثيابه (?)، وطرقه الباب للاستئذان على المحدث (?)، وإفشائه السلام غير مجاوز القدر المُسْتَحَبَّ من رفع الصوت به (?)، وجلوسه حيث ينتهي به المجلس (?) وامتناعه من الجلوس في صدر الحَلَقَةِ أو وسطها (?) أو بين اثنين بغير إذنهما (?) وما شابه هذه الخصال النَّبَوِيَّةِ التي اشتمل عليها كتاب الأدب في جميع كتب «السُنَنِ».

وحين بَعُدَ العهد بالوحي وبرسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أضحى التشبه بالسلف الصالح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015