علو الهمه (صفحة 152)

الطرقات، كأنهم مجانين، ولذلك يقول شعبة -رحمه الله تعالى-: "ما رأيت أحدًا قط يعدو إلا قلتُ: مجنون، أو صاحب حديث" (?).

* وعن عبد الرحمن بن تيمية قال عن أبيه: "كان الجدُّ إذا دخل الخلاء يقول لي: "اقرأ في هذا الكتاب، وارفع صوتك حتى أسمع".

وكان العلامة الكبير أبو المعالي محمود شكري الآلوسى البغدادي الحفيد، يمتاز بالجد الشديد والحرص على الوقت، فكان لا يثنيه عن دروسه حَمَارَّةُ القيظ، ولا يؤخِّره عنها قَرْصُ برد الشتاء، وكثيرًا ما تعرض تلاميذه - بسبب تأخرهم عن موعد الدرس - إلى النقد والتعنيف، قال عنه تلميذه العلامة الشيخ بهجة الأثري: (أذكر أنني انقطعت عن حضور درسه في يوم مزعج، شديد الريح، غزير المطر، كثير الوحل، ظنًّا مني أنه لا يحضر إلى المدرسة، فلما شَخَصتُ في اليوم الثاني إلى الدرس، صار ينشد بلهجة غضبان:

*ولا خيرَ فيمن عاقَهُ الحَرُّ والبردُ*

* وقال العلامة القرآني "محمد الأمين الشنقيطي" -رحمه الله تعالي-:

"قدمتُ على بعض المشايخ لأدرس عليه، ولم يكن يعرفُني من قبلُ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015