البابُ الثَّالِث
الحَثُّ عَلَى عُلُوِّ الِهمَّةِ في القُرآنِ وَالسُّنَّةِ
تواردت نصوص القرآن الكريم والسنة الشريفة على حث المؤمنين على ارتياد معالي الأمور، والتسابق في الخيرات، وتحذيرهم من سقوط الهمة، وتنوعت أساليب القرآن الكريم في ذلك:
فمنها: ذم ساقطي الهمة، وتصويرهم في أبشع صورة:
* كما قص الله علينا من قول موسى -عليه السلام- لقومه: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير}، وقال تعالى: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فَأتْبعَهُ الشيطانُ فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتَّبع هواه فمثلُه كمَثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركْه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين} (?).
* وقال تعالى واصفًا حال اليهود الذين علموا فلم يعملوا: {مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا}، وقال في وصف أشباههم: {وعُلِّمتم ما لم تعلموا} يعنى علمتم فلم تعملوا، فما ذلكم بعلم، في حين أنه امتدح يعقوب -عليه السلام- بقوله تعالى: {وإنه لذو علمٍ لما