علم المعاني (صفحة 106)

فلتحقيق إخراج نوع الرجاء الذي فيه الإرادة، وإخراج غيره مما فيه الطماعية (?).

ومن ذلك يتضح أن التمني: طلب أمر محبوب لا يرجى حصوله: إما لكونه مستحيلا، والإنسان كثيرا ما يجب المستحيل ويطلبه، وإما لكونه ممكنا غير مطموع في نيله.

فالأول: وهو طلب الأمر المحبوب الذي لا يرجى حصوله لكونه مستحيلا، مثل قول الشاعر:

ألا ليت الشباب يعود يوما … فأخبره بما فعل المشيب

وقول ابن الرومي في شهر رمضان:

فليت الليل فيه كان شهرا … ومرّ نهاره مرّ السحاب

وقول آخر:

ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها … عقود مدح فما أرضى لكم كلمي

ونحو قول المتنبي:

ليت الحوادث باعتني الذي أخذت … منّي بحلمي الذي أعطت وتجريبي

فما الحداثة من حلم بمانعة … قد يوجد الحلم في الشبان والشيب (?)

والثاني: وهو طلب الأمر المحبوب الذي لا يرجى حصوله لكونه ممكنا غير مطموع في نيله، نحو قوله تعالى: يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ وقوله تعالى أيضا: يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ.

وكقول مروان بن أبي حفصة في رثاء معن بن زائدة:

فليت الشامتين به فدوه … وليت العمر مدّ له فطالا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015