وروسلو Rousselot، وهو أول من استخدم الآلات في دراسة الصوت، وأنشأ بذلك الشعبة الشهيرة التي سماها: "الفونيتيك التجريبي"1, ويرجع الفضل في توجيه روسلو هذا الاتجاه الجديد إلى الأساتذة ماري Marey, وهرمان بول Hermann Paul, وجاستون باريس Gaston Paris, كما سبقت الإشارة إلى ذلك2.
2- وأما الدياليكتولوجيا، أو دراسة اللهجات الشعبية واللغات العامية، فقد كان مهملًا كل الإهمال قبل أواخر القرن التاسع عشر لأسباب كثيرة؛ منها أن العلماء كانوا يحاربون اللغات العامية, ويرون فيها مصدر خطر على الأدب, كما سبقت الإشارة إلى ذلك3، ومنها أنهم وجدوا في اللغات الفصيحة وفي اللغات القديمة مجالًا واسعًا للبحث استأثر بكل نشاطهم، ومنها أن دراسة اللغات الشعبية والعامية كانت تتطلب الأسفار والرحلات والاختلاط بسكان الريف، وعلماء اللغة في ذلك العصر كانوا يؤثرون الدراسة الهادئة في المكاتب والتنقيب في بطون المؤلفات.
ولم تبد العناية بهذه الشعبة إلّا منذ عهد قريب، ولكنها خطَّت في هذا الأمد الوجيز خطوات واسعة حتى كادت تلحق الفروع الأخرى بل سبقت بعضها, ويرجع الفضل في النهوض بها إلى طائفة من أعلام الباحثين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين؛ من أشهرهم:
"جاستون باريس": الذي سبقت الإشارة إليه بين المبرزين من علماء الفونيتيك, وهو أول فرنسيّ نادى بوجوب دراسة اللهجات الشعبية واللغات العامية, وقد أنشأ بمعهد الدراسات العالية بفرنسا