وترجع الصور الخطية التي تستخدم في هذا الأسلوب إلى نوعين؛ فأحيانًا تكون صورًا حقيقية للأشياء التي يراد التعبير عنها, أو لأجزاء من هذه الأشياء، كما يشير الرسم الهيروغليفي إلى الشمس بدائرة في وسطها نقطة، وإلى القمر بقوس في وسطه نتوء، وإلى الزنبق بثلاث فروع من شجرته, في طرف كلٍّ منها ثلاث زنبقات، وإلى الصقر بصورته واقفًا وهلم جرا. وأحيانًا تكون مجرد رموز مصطلح عليها للتعبر عن الأشياء والمعاني Symbolisme، كما يشير الرسم الهيروغليفي إلى الشهر بصورة هلال في وسطه نجم، وإلى اليوم بدائرة في وسطها نقطة، وكما يشير الرسم الصيني لمعنى "الإنسانية" بخطين يتكون منهما شكل رقم8.
ولهذا الأسلوب من الرسم عيوب كثيرة؛ فهو أسلوب بطيء يقتضي الكاتب إسرافًا كبيرًا في الوقت والمجهود. ولكثرة صوره ورموزه تبعًا لكثرة المعاني والأشياء، يقتضي تعلمه وتعليمه جهودًا شاقة وزمنًا طويلًا, ولذلك يقضي كثير من الصينيين زهرة شبابهم في المدارس بدون أن يتموا تعلم الرسم الصيني, وهو لا يقوى على تأدية وظيفته إلّا في صورة ناقصة مبتورة؛ إذ من المستحيل، مهما كثرت صوره وتعددت رموزه أن ينتظم جميع ما يخطر بالذهن الإنساني من معانٍ وأفكارٍ, وجميع ما ينطق به اللسان من ألفاظ وعبارات, هذا إلى أنه