وهكذا كان مصير اللهجة السلتية التي بقيت بمقاطعة البريتون رضي الله عنهretagne1 "في القسم الغربي من فرنسا على سواحل الأطلانطيق"، فقد أخذت تتهزم أمام اللغة الفرنسية منذ أن تغلغل نفوذ فرنسا في هذه المقاطعة، حتى لم يبق لها إلّا آثار ضئيلة في لغة الحديث بين الأميين من الشيوخ2. واللغة الفرنسية قد تغلبت على لهجات المناطق المجاورة لها ببلجيكا وسويسرا، فأصبحت الآن لغة الحديث والكتابة لجميع سكان "والونيا" Wallonie ببلجيكا, ولنحو 22 في المائة من سكان سويسرا. واللغة الإيطالية قد تغلبت على لهجات المناطق المجاورة لها بسويسرا، فأصبحت الآن لغة الحديث والكتابة لنحو 5،3% من سكان هذه الجمهورية. واللغة العربية قد تغلبت في العصور السابقة للإسلام على اللغة اليمنية بحكم الجوار وتغلغل نفوذ العرب في البلاد اليمنية مع توافر الشروط الأخرى3.
وعلى هذا الأساس نفسه تتغلب في الدولة الواحدة لغة المقاطعة التي تكون بها العاصمة, أو يكون لأهلها السلطان والنفوذ, فلوقوع عاصمة بلجيكا "بروكسل" في مقاطعة "والونيا" ذات اللسان الفرنسي4 ولأن سكان هذه المقاطعة يتمتعون بقسط كبير من النفوذ