طال أمد احتكاك اللغتين, وكان النزاع بينهما عنيفًا والمقاومة قويةً من جانب اللغة المقهورة، وتقل مظاهره كلما قصرت مدة الصراع، أو خفت وطأة النزاع، أو كانت المقاومة ضعيفة من جانب اللغة المغلوبة, فلطول الأمد الذي استغرقه الكفاح بين لغة الإنجليز السكسون بإنجلترا, ولغة الفاتحين من الفرنسيين النورمانديين "الذين أغاروا على بلاد الإنجليز في القرن التاسع الميلادي, واحتلوا معظم مناطق إنجلترا كما سبقت الإشارة إلى ذلك"، ولشدة المقاومة التي أبدتها اللغة النورماندية المقهورة، خرجت اللغة المنتصرة "الإنجليزية" من هذا الصراع وقد فقدت أكثر من نصف مفرداتها الأصلية, واستبدلت به كلمات من اللغة النورماندية المغلوبة، واقتبست منها فضلًا عن هذا مفردات أخرى جديدة, على حين أن لغة بلاد الجول Le Gaule التي انتصرت عليها اللغة اللاتينية لم تترك في اللغة الغالبة أكثر من عشرين كلمة1، واللغات القبطية والبربرية المغلوبة لم تكد تترك أيّ أثر في اللغة العربية الغالبة2، وذلك لأن الصراع في هذين المثالين، على