في القرن الأول الميلادي، ولكن لم يتم النصر للغتهم اللاتينية على اللغة السلتية التي كان يتكلم بها أهل هذه البلاد إلّا حوالي القرن الرابع الميلادي, ومع ما كان للعرب من قوة الشوكة، ورقي اللغة، واتساع الحضارة، وحماية الدين، وسطوة الغالب، لم يتم النصر للغتهم على القبطية والبربرية إلّا بعد أمد طويل, على أن اللغة القبطية لا تزال مستخدمة في كثير من الطقوس الدينية الأرثوذكسية1، واللغات البربرية لا تزال إلى الوقت الحاضر لغة محادثة لدى بعض العشائر في المغرب والجزائر وتونس وليبيا2.
وغنيٌّ عن البيان أن انتصارًا لا يتم إلّا بعد أمد طويل وجهاد عنيف، لا يخرج المنتصر من معاركه على الحالة نفسها التي كان عليها من قبل؛ فاللغة التي يتم لها الغلب لا تخرج سليمة من هذا الصراع, بل إن طول احتكاكها باللغة الأخرى يجعلها تتأثر بها في كثير من مظاهرها وبخاصة في مفرداتها.
ويختلف مبلغ هذا التأثر باختلاف الأحوال؛ فتكثر مظاهره كلما