السجية، وقال الخُلُق هو الدين والطبع والسجية، وحقيقته أنه وصف لصورة الإنسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها، بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها ولهما أوصاف حسنة وقبيحة.
من هذا العرض اللغوي للأخلاق يمكننا تلخيص ثلاثة معانٍ بارزة:
الأول: الخُلُق يدل على الصفات الطبيعية في خلقة الإنسان الفطرية على هيئة مستقيمة متناسقة.
والثاني: تدل الأخلاق أيضا على الصفات التي اكتسبت وأصبحت كأنها خلقت مع طبيعته.
والثالث: أن للأخلاق حانبين: جانبًا نفسيًّا باطنيًّا وجانبًا سلوكيًّا ظاهريًّا.
وأما مفهوم الأخلاق لدى الفلاسفة فتابع في مقوماته للاتجاهات التي يدين بها هؤلاء الفلاسفة، فكل يعرف الأخلاق ويحدد معناها وخصائصها وفقًا للاتجاه الفلسفي الذي يعتنقه، ونحن نعلم أن هناك اتجاهات فلسفية متعددة ومختلفة حول الأخلاق، مثل: الاتجاه الاجتماعي والمثالي والتجريبي والواقعي والعقلي والحدسي والنفعي، وما إلى ذلك، ولا أريد تفصيل القول في اتجاه كل فلسفة في الأخلاق ولكن أريد أن أعطي فكرة موجزة عن بعضها، وهي المهمة في نظري.
وفي هذا الصدد سأعرض أولا بعض الاتجاهات في المذاهب الفلسفية المختلفة وأتبع ذلك باتجاه الفلاسفة الأخلاقيين المسلمين، وذلك لما بين الفلسفتين من الصفات المميزة، وإن كانت هناك صفات أخرى مشتركة.