في تحديده، ولا أريد هنا -كعادة الباحثين- أن أستطرد فأذكر جميع أو أكثر التعاريف والمفاهيم الواردة في كلمة الأخلاق، إذ إنه لا داعي إلى ذلك في نظري، وإنما سأقتصر كما فعلت في كلمة العلم على بعض المعاني والمفاهيم الهامة التي تكون سندا علميا لنا في الوقوف على معنى الأخلاق، وذلك لدعم بعض المفاهيم ومناقشة بعضها الآخر أو اتخاذها وسيلة إيضاح نلقي بها بعض الأضواء الكاشفة على معالجتنا لبعض الموضوعات في ثنايا الدراسة.
ولهذا اقتضى الأمر أن نبحث عن معناها في ثلاث نواحٍ: في اللغة وفي الفلسفة وأخيرًا في الإسلام نفسه.
أما في اللغة، فقد جاءت كلمة الخَلْق في أساس البلاغة بمعنى التقدير، واستعملت في القرآن مجازا بمعنى الإيجاد بتقدير وحكمة، يقال: رجل مختَلق أي: حسن الخِلْقَة، ويقال: رجل له خُلُق حسن وخليقة، وهي ما خلق عليه من طبيعته.
وتخَلَّق بكذا وهو خليق لكذا كأنما خلق وطبع عليه، ويقال: امرأة خليقة أي: ذات خَلْق وجسم.
إذن خلاصة معنى الخلق في الأساس: هو الخلق بحسن التقدير والحكمة، ويشمل الخلق على هيئة جميلة، ومن هنا استعمل للسلوك على نهج مستقيم جميل.
وجاءت كلمة الخُلُق في القاموس المحيط بمعنى السجية والطبع والمروءة والدين1، والخلقة بمعنى الفطرة، والخَلْق بمعنى التقدير.
وفي لسان العرب الخُُلُق: الطبيعة وجمعها أخلاق، والخُلْق والخُلُق: