الخلقي والأدبي1.

والإدراك قد يكون عن طريق المحسوس أو عن طريق الرموز أو يكون من غير واسطة كالحدس مثلا, فالإدراك عن طريق الرموز والحدس خاصان بالإنسان, فالقرد لا يستطيع أن يفهم مثلا من العلم أنه رمز الوطن ولا يستطيع أن يفهم معنى الكتابة أو يفك الرموز الأثرية، قد يفهم القرد بالتعلم عن طريق بعض الإشارات الرمزية لبعض الأمور المحددة, ولكن ذلك لا يمكن أن يقاس بفهم الإنسان، ومن هنا نجد للإنسان ثقافة وليست للقردة أية ثقافة؛ وذلك لأن الثقافة عبارة عن رموز للمفاهيم المختلفة، والإدراك عن طريق الأقيسة المنطقية التي يستخدمها الإنسان لا نجد له مثيلا لدى القرد، لذا من حقنا أن نقول هنا: إن ما نجد لدى الإنسان من آفاق الإدراك لا نجد حتى عشرها لدى القرد.

وكذلك التذكر الذي هو إعادة الماضي إلى الحاضر والحياة بالماضي في الحاضر, والذاكرة قسمان: عضوي مثل تذكر ألم حادثة أو لذة طعام, ومعنوى وهو: القدرة على عكس الماضي وتصوره في الحاضر والحياة به كما في الماضي, وهذه الذاكرة الأخيرة يتميز بها الإنسان، ويدخل في ضمن الذاكرة الشعورية واللاشعورية, ومن قدرة الإنسان إدراك الشعورية من اللاشعورية وإخضاع الأخيرة للأولى، وإذا كانت اللاشعورية يمكن أن توجد في القرد فلا يوجد عنده التمييز بين الأمرين, ولا توجد عنده القدرة على توجيه سلوكه اللاشعوري بالشعوري2.

أما فيما يتعلق بالخيال فهو كذلك يتيح للإنسان أن يحيا في عالم أوسع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015