الذاتي والحياة نشأت عن الجماد عن طريق التولد الذاتي1.

وأما إيمان أصحاب نظرية التطور الداروينية بالخالق ففيما يتعلق بداروين كان مؤمنا في أوائل حياته, وأصبح شاكا في آخريات حياته إلا أن شكه ليس ناتجا عن نطريته كما يقول هو بنفسه: "بأن مذهبه لا يقتضي من العقل أن ينفي وجود الله ,ولا أن يمس عقائد المؤمنين بوجوده, وأن الإيمان بأية ديانة من الديانات لا يتوقف على الفصل في قضية التطور إلى الرفض أو إلى القبول"2, وأما موقف "رسل لاس" و"لامارك" شريكي داروين في تأسيس نظريته فكانا يؤمنان بالخالق, وبأنه السبب في تطور الخلق..3

وهكذا نجد أن الأمر عكس ما يتصوره بعض الناس من أن كل القائلين بنظرية التطور لا يؤمنون بوجود الخالق, وأن هذه النظرية تقتضي عدم الإيمان به.

وأما فيما يتعلق بصلب النظرية الداروينية وتقويمها تقويما علميا فقد نقدها كبار رجال العلم والفكر من حيث الأسس التي تقوم عليها ومن حيث الأدلة التي يستدل بها على صحتها, ولا أريد هنا سرد جميع هذه الانتقادات الموجهة إليها لكي لا يطول بنا المقام, ولكن أريد نقدها من زاوية من أهم الزوايا التي نريد بها إثبات وجودها والتي تتصل بموضوعنا هنا وهي طبيعة خلق الإنسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015