علل النحو (صفحة 374)

وَالنُّون فعلى أَن هَذَا الْجمع عوض من النَّقْص الَّذِي دَخلهَا، وَأكْثر الْأَسْمَاء النواقص المؤنثة يجمع بِالْوَاو وَالنُّون، نَحْو: ثبة وثبون، وَقلة وقلون، وَجعلُوا الْجمع بِالْوَاو وَالنُّون عوضا من النَّقْص الَّذِي دَخلهَا، إِذْ كَانَ فِيهِ عَلامَة التَّأْنِيث لَا يجوز جمعه بِالْوَاو، فَإِذا كَانَ غير نَاقص، نَحْو: طَلْحَة، لَا يجوز أَن تَقول: طلحون، وَإِن كَانَ اسْم رجل، وسنستقصي هَذَا فِي (بَاب الْجمع) ، إِن شَاءَ الله، وَأما قَول الشَّاعِر:

(وحاتم الطَّائِي وهاب المئي ... )

فَفِيهِ ثَلَاثَة أوجه:

أَحدهمَا: أَن يكون وهاب المئين، فَحذف النُّون لضَرُورَة الشّعْر.

وَالْوَجْه الثَّانِي: أَن يكون بِنَاء الِاسْم على (فعيل) ، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ: وهاب المئي، وَأَرَادَ بالمئي جمع مائَة، لِأَن (فعيلا) من أبنية الجموع، نَحْو قَوْلهم فِي جمع كلب: كُلَيْب، وَفِي عبد: عبيد، فَحصل فِي آخر المئي يَاء مُشَدّدَة وَقبلهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015