أَحدهَا: السِّين، وَالْآخر: سَوف، وَالثَّالِث: قد، وَالرَّابِع: لَا، كَقَوْلِك: قد علمت أَن ستقوم، كَمَا قَالَ الله عز وَجل: {علم أَن سَيكون مِنْكُم مرضى} ، وَكَذَلِكَ: علمت أَن سَوف تقوم، وَعلمت أَن قد قُمْت، وَهَذِه الْأَعْرَاض الثَّلَاثَة مَتى دخلت بعد (أَن) لم تكن إِلَّا مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة.
وَأما (لَا) : فقد تقع عوضا وَغير عوض، فَإِذا كَانَت عوضا ارْتَفع الْفِعْل بعْدهَا، لِأَنَّهَا فِي مَوضِع خبر (أَن) ، وَإِذا لم تكن عوضا وَكَانَت (أَن) خَفِيفَة انتصب الْفِعْل بعْدهَا، كَقَوْلِه عز وَجل: {وَحَسبُوا أَن لَا تكون فتْنَة} ، وَقُرِئَ بِالرَّفْع، فَمن رفع جعل (أَن) مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة، وأضمر اسْمهَا، وَجعل (لَا) عوضا، فارتفع الْفِعْل، لِأَنَّهُ فِي مَوضِع خبر (أَن) وَمن نصب جعل (أَن) خَفِيفَة نَفسهَا، وَلم يَجْعَل (لَا) عوضا، فَعمِلت (أَن) فِي الْفِعْل فنصب بهَا، وَهَذَا الْقسم الثَّانِي (66 / أ) من الْأَفْعَال يجوز أَن تقع بعده الْمُشَدّدَة والمخففة، وَإِنَّمَا جَازَ فِيهِ وَجْهَان، لِأَنَّهُ متوسط بَين الْعلم وَالْخَوْف، فَإِذا غلب أحد طَرفَيْهِ، وَهُوَ الْعلم، صَار بِمَنْزِلَة لَو شددت (أَن) بعده، وَإِذا غلب الطّرف الثَّانِي، وَهُوَ الرَّجَاء